描述
أنتِ ذكيَّةٌ بالنسبةِ لِفَتاةٍ شَقراء." قد تبدو هذه الجملة، في أولِ وهلة، مجاملةً بسيطة، أو تعليقًا طريفًا قد يُضحِكُ البعض. لكن... هل هي كذلك فعلًا؟ العقل يلتقط شيئًا مختلفًا تمامًا. فهذا ليس مديحًا بريئًا، بل تَحقيرٌ مُقنَّعٌ بثَوبِ الإطراءِ. الجملة لا تقول: "أنتِ ذكيَّة"، فقط... بل تقول: "ذكيَّة رُغم أنكِ شَقراء"، لماذا كلمة "رُغم"؟ لأنَّ الانتماءَ لتلك الفئة يوحي -ضمنًا- بأن الذكاءَ أمرٌ نادرٌ فيها. وهنا يظهر هدفُ المُتلاعِب... هو لا يُثني عليكِ حقًّا، بل يَضَعُكِ في مقارنةٍ مع صورةٍ ذهنيَّةٍ ناقصةٍ هو من صَنَعها. لأنه يُريد أن يجعلكِ تحسين أنَّكِ تَفوَّقتِ على "فئتِكِ"، وكأن ذكاءَكِ لا يُمكِن أن يكون طبيعيًّا. هو يُريدكِ أن تَشعري أنَّ قيمتَكِ لا تُرى إلا من خلالِ عَيْنَيْهِ. أنكِ استثناءٌ… وأنه الوحيدُ الذي لاحظ هذا "الاستثناء". فهو يفعل هذا لِيُحكِمَ قبضتَهُ على صورتِكِ الذاتيَّة، فيُصبِح هو المصدرَ الوحيدَ لتقديرِكِ لذاتكِ. أترين كيف تحوَّل المديح إلى فَخ؟ وهذا هو النَّقدُ التَّحقيريُّ الحقيقي: كلماتٌ ناعمة، لكنها تغرسُ المقارنة، وتُربكُ الثقة، وتُضعفُ الصّورةَ الدَّاخليَّة. مديحٌ على السَّطح، وتَحطيمٌ في العُمق. انضمَّ لألفا زون لتَعرفَ المزيد.